استَنجدكَ وأنا غَارقٌ. " جريدة عقول راقية" - جريدة عقول ‏راقية

احدث المواضيع

Post Top Ad

أعلن هُنا

Post Top Ad

أعلن هُنا

أغسطس 14، 2021

استَنجدكَ وأنا غَارقٌ. " جريدة عقول راقية"


 


" استَنجدكَ وأنا غَارقٌ ". 


 كتبت ياسمين المغربي:

أهلاً بكَ عزيزي القَارئ، أهلاً بِك في واحتِي المُظلمة، أخبِرني عنكَ وعن أحوالِك! ألازِلت تُعاني، أم قَام أحدٌ بإستِنجادك!، ألازِلت تُذبَح بمُرِّ الحَديث، أم قَام أحدٌ بِمواساتِك!، ألازِلت تَكره ذاتِك، أم قَام أحدٌ بإستِحبابك!، ألازِلت تَموت، أم قَام أحدٌ بإستِحيائك!، أعلَم أعلَم، لا تتحدث، دَعني أخبِرك أمرًا، أنا أيضًا كذلِك، لَربَّما عَانيت انتَ مِثلما عانيتُ أنا، عِشنا نَفس المَرار والألمِ، تَعرضنَا للغَدرِ والخِذلان، ولكِن سُحقًا لك! ماذا فَعلت بِنفسك!! لِما تبدو هكذا! ألا تنظُر لِذاتِك! ألهذِة الدرجةُ أنتَ ضعِيف! لدرجة أن تِراك موسيقي لا يتجَاوز الثلاثِ دقائق قادرٌ على أن يَسحل روحك تَمامًا وتَجلِد ذاتِك طَوال الليل كَنتيجة لهُ! ويحَك اصمِد قليلاً بعد! لازِلت فى أولِ الطريقِ، لم تتَعرض إلا لِصدمةٍ واحدةً، أعلَم أعلَم، بِضع صدماتٍ، ولكنك لازِلت فى أول الطريقِ بعد! ماذا سَتفعلُ فى باقي المُواجهاتِ والصدماتِ، والعَقباتِ والتنازُلاتِ، والتضحِياتِ! ياالهى يُمكننِي التنبُؤ بِحالتِك على النَّحو الذي أراهُ منكَ الآن.. سَتموت، أتسمعنِي جيدًا، سَتموت! ستُفنِي عُمرك بسبب أناس سُخفاءٌ حمقة تَعيش معهم! يالسذَاجتِك، يالحُمقِك! ما هم إلا سَرابٌ يَحوطك، ما هم إلا بعضُ اللافِتاتِ الغَير مهمة على الطريقِ الرئيسِي من عُمرِك، تنظُر لها نَظرة سَطحيةٌ، تعرِف مُحتواها وتمُرُّ عليها مَر العابرينَ، لا تأخُذ لها اتنباه، ولا تُعيرها اهتمامًا. 

ماذا تَفعل؟! أتبكي!! يا الهي، أشعُر بِك، تالله أشعُر بِك، سَبق أن اخبرتُك أني قد مررتُ بِهذا الحال ذِي قبل، وكُنت أصارِع الموت يوميًا، كنتُ لا أنام، لا أتحدثُ، لا أنصِت إلى أحدٍ، فقط أنا وبعضُ الموسيقى الكئيبة، وبعضُ كُتب الرعبِ وفِنجان القهوة، وأفكارِي السَّوداوية المُميتَة، كل يومٍ نجلسُ سَويًّا من أجلِ إحطَام ذاتِي التي كنتُ أنبُذها بِشدةٍ. ولكن انظُر إليّ الآن، أنا فى أفضلُ حَالاتي على الإطلاقِ! نعم استطعتُ تجاوزُ كل هذا المَرار بِنفسي.. 

دعنِي أخبِرك نصيحة ثَمينة.. 

أتيتَ لِتعيشَ عُمرًا واحِدًا فلا تَدع سَراب وبعضُ الغُبار يُلوث زُجاج سيارة حياتِك عزيزي، عندمَا يحدُث ذلك، فقط عليك الهُدوء وتَقبُّل الواقِع ومِن ثَمَّ مَسح ذلك الزجاج بِرفقٍ؛ حتي لا تَكسره وفي نَفس ذاتِ الوقتِ تُكمِل مَسيرتكَ في طريقِ حياتِك.. 


- ياسمين المغربى

هناك تعليق واحد:

برعاية تطبيق وجريدة لحظة

برعاية تطبيق وجريدة لحظة
برعاية تطبيق وجريدة لحظة