"عندما يعشق العلماء"
"الفصل الأول"
في حي من الأحياء المتوسطة بمدينة الجمال "الإسكندرية" تشرق أشعة الشمس الذهبية لحلول يوم جديد، تستيقظ الأم سميحة من فراشها وهي تدعوا الله من كل قلبها أن يمر هذا اليوم على خير فتذهب إلى غرفة أبنتها الوحيدة.
الأم سميحة بنداء: مي يلا يا حبيبتي قومي عشان نفطر مع بعض.
مي بإستجابة: حاضر يا ماما.
الأم سميحة بمغادرة: تمام يا حبيبتي أنا هحضر الفطار.
مي: ماشي يا حبيبتي.
مي بنفس عميق من أعماق قلبها بعد خروج الأم من الغرفة "يالله أنت تعلم ما يدور في خاطري فحقق لي ما تمنيت وأستجب لصلاتي ودعائي وصيامي وقيامي وأن يمر هذا اليوم على خير" فتذهب إلى المرحاض لتبدل ثياب النوم وتقوم بترتيب غرفتها لمساعدة أمها وتخرج من غرفتها لكي تنظف كل ما يحتاج إلى تنظيف في المنزل لمساعدة الأم.
الأم سميحة وهي تخرج من المطبخ: ليه تعبتي نفسك يا حبيبتي؟ أنا كنت هعمل كده بس نفطر الأول.
مي: حبيت اساعدك يا ماما كفايه إن الفترة اللي عدت كلها كان كل حاجه عليكي حابه اساعدك بقى من النهاردة بإذن الله.
الأم بسعادة: ربنا عوضه جميل اووي يا حبيبتي باباكي أتوفى بس سابلي بنوته كده إنما ايه حكاية ربنا يديمك ليا يا حبيبتي.
مي: وانتي أحن أم ويديمك ليا يارب.
عند الإنتهاء من تناولهم وجبة الإفطار تستعد الأم لكي تذهب إلى المطبخ لغسل الأطباق.
مي: معلش يا ماما أنا هغسلهم.
الأم سميحة بإعتراض: لا يا حبيبتي ارتاحي انتي وبعدين استمتعي بالإجازة قبل ما تدخلي الجامعة.
مي بقلق شديد: أنا قلقانه يا ماما حاسه إني مش هجيب مجموع كويس وأحقق حلمي ربنا يسترها يارب.
الأم بحنان كبير وهي تضم ابنتها: يا حبيبتي انتي مؤمنة وعارفه إن ربنا بيختار لينا الخير بس احنا المفروض نكون واثقين في كده إن ربنا مش بيضيع تعب حد وانتي يا حبيبتي بسم الله ماشاء الله من الأوائل على دفعتك كل سنة أكيد يعني النهارده ربنا هيجبرك بس خليكي واثقة في دا.
مي ببعض الراحة: واثقة يا حبيبتي وعارفه كل الكلام ده والحمد لله ربنا أبدا عمره ما خذلني دايما ربنا معايا وموفقني.
الأم سميحة: إن شاء الله خير يا حبيبتي متخفيش وبعدين يا حبيبتي انتي والحمد لله مش بتسيبي فرض وبتصلي قيام الليل كمان إن شاء الله ربنا يستجيب لدعواتك.
مي براحة: إن شاء الله.
تذهب الأم سميحة إلى المطبخ وتذهب مي إلى مشاركة أصدقائها على التطبيق العالمي الشهير بالواتساب، الماسنجر بعمل مكالمة جماعية.
"أن يضيق حالك لا يعني أن يسد باب السماء، استمر بالدعاء سيتلاشى عنك كل التعب، ستشرق روحك بعد ذبول ظننته لن يزول، ستلمع عيناك بعد أن خف بريقها".
دينا وهي تقوم مفزوعة بشدة وبخضه: ايه ده في ايه حد يصحي حد كدا؟ يا ماما بقا دي طريقه حرام عليكي يا ماما كل يوم كده انتي لو عاوزاني أقطع الخلف كده قطعتيه.
الأم منار بغضب: قومي يا زفتة يا باردة انتي نايمة عادي كده ولا هامك اي حاجة وكمان ايه نومك دا أنا من ساعة بقوم فيكي.
دينا بتفكير: ليه هو النهارده فيه ايه؟
الأم منار بيأس: يا بنتي المفروض إن النهارده هتظهر نتيجة الثانوية العامة وانتي نايمه عادي كده كأنك من أوائل الدفعة بلا وكسة كل سنة الملاحق بتشليها شيل بنات آخر زمن.
دينا: والله كنت ناسيه يا مرمر بس، يارب استرها يارب أنا خايفه اوي أصلي عكيت اي إنما ايه.
الأم: يا حبيبتي انتي أول مره تعملي كده كل سنه نفس الكلام.
دينا وهي لم تنتبه لأمها التي تتحدث وتدندن مهرجانات.
الأم بنداء: يا زفتة بتقولي ايه؟ أنا بقول ايه وانتي في ايه؟
دينا بضحك: معلش يا مرمر بغني بصوتي العذب.
الأم بغضب: والله أنا مخلفه شيطانه ايه ده المفروض تكوني قلقانه والله ربنا يسترها منك يلا قومي عشان أخوكي مستني بره نفطر مع بعض.
دينا وهي تقفز على الفراش وتضحك: حاضر حاضر.
الأم بتحذير: والله العظيم لو اتاخرتي هعاقبك وانتي عارفه ازاي عقابي.
دينا ببعض الخوف: لا لا هاجي علطول بإذن الله.
تخرج الأم من الغرفه للتوجهه إلى المطبخ حيث يتواجد إبراهيم ابنها الأكبر شقيق دينا.
إبراهيم: صباح الورد على أحلى ماما منار.
الأم منار بضحك: فرق كبير بينك وبين دينا صباح النور يا حبيبي.
إبراهيم بضحك: لا دينا حالة خاصة لوحدها كده ما تكلميها يا ماما وعقليها.
الأم بغلب: اكلم مين هي أصلا المفروض تكون قلقانه النهارده عشان هيتحدد مستقبلها وهي مش هنا خالص وكمان بتغني.
إبراهيم بضحك: بتغني ونتيجتها النهاردة؟ مش بقولك حالة خاصة طب سلام يا مرمر على رأيي دينا هشوف المجنونة فين وأعقلها.
الأم منار: حتى انت أنا قولت انك العاقل اللي عندي طلعت أنيل يا بني أحترمني أنا مامتك برضو.
إبراهيم بضحك: والله بهزر معاكي يا حبيبتي هو أنا عندي أغلى منك يا مرمر يا عسل انتي.
ثم يخرج من المطبخ ركض.
الأم بغضب: امشي من قدامي يا جزمة.
إبراهيم عند خروجه من المطبخ يرى المشاغبة الصغيرة دينا.
دينا وهي تدندن بكلمات المهرجانات: قاعد لوحدك كده سرحان شيطان يوزك لسكة شمال طب العب يالا العب يالا والله أنفع أغني وابقى مشهورة عن حمو بيكا كمان.
إبراهيم وهو يتطلع إليها: هو دا صوت يا شيخه دا انتي قرفاني بيه ليل ونهار صدعت منك يا بنتي انتي لو قدامك جمهور دلوقتي كانوا هيرموا عليكي طماطم والجزم والبصل وكان هيبقى منظرك تحفه.
دينا: يا رخامة دمك حد قالك قبل كدا إن دمك بينقط سكر بس أسود يلا روح انت ايه فهمك في الفن أصلا روح ياشيخ سديت نفسي اللي مش بتبطل أكل.
إبراهيم وهو يقترب منها بحنان: يا قلبي بقولك هسألك سؤال بس اوعي تفهميني صح أقصد غلط.
دينا بمكر: قول اشجيني قول أنا عارفاك أكيد في مصلحة قول يا إسماعيل قول.
إبراهيم بغضب.
يتبع.
لـِ دينا عويس.
بالتوفيق والنجاح ليا يارب 😍
ردحذف