"سجينة الشيخوخة" |"جريدة عقول راقية " - جريدة عقول ‏راقية

احدث المواضيع

Post Top Ad

أعلن هُنا

Post Top Ad

أعلن هُنا

أكتوبر 09، 2021

"سجينة الشيخوخة" |"جريدة عقول راقية "

"سجينة الشيخوخة"

"لـ هاجر غاندي. "سيدرا


في زمان شبابي كنت شديدة البراءة نقية القلب طويلةُ الظفائر السوداء حتى تعرفتُ على سجين قلبي أحبني و أحببتهُ أضعاف أضعاف حُبه لي كنا أجمل ثنائي على الإطلاق كان لا يغفو إلى بصوتي و كنت لا أسترخي إلا بضحكته تواعدنا بالزواج بعد تخرُجِنا من الجامعة تعاهدنا على أبديتُنا؛ لحظة أين هو الأن أين الحنان أين الوصال وعدني أن يعود من أرض الغُربة سريعًا تركني أنا و طفلتي التي أسميناها سديم لدوامِنا و لي وفاإنا.
إنتطرنا طويلاً أنا و طفلتي شهورًا كانت دهرًا صعيب بدأت طفلتي بقول كلماتِها الأولى و بدأت بالمشي و أين أنت!؟
أتتخيل أنها نطقت للتو و قالت:بابا
لكن أين أبيها حقًا لا يكترثُ لأمرها.
حسناً مرحبًا يا تريِكي اليوم إبنتُنا ذاهبه للجامعة إنها تشبهُك جدًا عيناها العسليتان و لون بشرتُها الفاتح و شعرها الناعم.
يا تريِكي عُد فأنا لم أتزوج بعدكُ عُد مازلتُ في منزلُنا بين ضحكاتنا و أحلامُنا مع أطفالنا السبع مازلتُ أتحسر على شبابي النادِر و اليوم أنا هنا في سجن شيخوختي؛ تغيرتُ كثيرًا لا تنصدم فقد إشتعل شعري شيبًا و أصبح قصيرًا و تجعدت بشرتي لكن بقيت ملامح تلك الشابة التي عرفتُها من قبل فوراء قضبان سجن ملامحي تلك الشابة التي تترقبُ عودتك بلهفة جديدة كل يوم و بشوق يزدادُ كل ثانية أتستوعب ذلك الألم الذي تركتني به و ذلك الشغف الذي قتلتهُ بداخلي ستتسأل عن سبب بقائِي في هذه الحياة بعد عمري الشيخوخي فأنا أعيشُ لإبنتي لتُزهِر و لتُعمر منزلها؛ فلقد سردتُ لها عن سبب وجودي في ذلك السجن و ملأتُ دواخِلها بالصبر و الإطمِإنان؛ و اليوم نقول لك أنا و إبنتُنا أننا إشتقنا لك كثيرًا و أننا مازلنا نحمِلُ بصيصًا من الأمل لعودتك و لأن تخرُجني من ذلك السجن فلقد أُرهِقت منه كثيرًا عُد يا ترِكُنا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

برعاية تطبيق وجريدة لحظة

برعاية تطبيق وجريدة لحظة
برعاية تطبيق وجريدة لحظة