تمت الكتابة بواسطة: أسماء ياسر
1--نحب نتعرف بحضرتك.
١ - أنا إسمي إسلام حسين وشهرتي إسلام الحماقي، سني ٢٨ سنة، امتهنت مهنة النشر من خمس سنوات بالإضافة لخوض تجربة النشر الورقي لأول أعمالي الكتابية
2-ما هو الوقت الذي أدركت به أنك على كامل الإستعداد لدخولك الوسط الأدبي؟
٢ - في الحقيقة خوض تجربة النشر والدخول في الوسط الأدبي كانت خطوة غير مخطط لها بدأت بظهوري على فترات عن طريق السوشيال ميديا ببعض النصوص الأدبية ولكن مع بعض التحفيز من المتابعين شعرت أن الوقت مناسب لخوض التجربة بشكل رسمي
3-كيف كانت بداية طريقك لتحقيق أهدافك واحلامك؟
٣ - الطريق للنجاح دائمًا ليس ممهد ومليء بالعقبات ولكن العقبة الأكبر دائمًا هي قرار البداية نفسه والبداية كما ذكرت كانت عن طريق السوشيال ميديا
4-يُقال أن لا يوجد كاتب إلا وكان قارئًا في البداية، ما هو الكتاب الذي أصبح مؤثر في شخصيتك وكان مصدر تشجيع لك لتخرج ما هو بداخلك على الورق؟
٤ - دائمًا ما أُفضّل أن تكون كتاباتي من الواقع المحيط وتكون مرتبطة جزئيًا بتجارب حياتية لكني أتذكر بعض الأعمال الأدبية التي كانت حافزًا لتكوين شخصية الكاتب مثل كتاب "من الذي أكل قطعة الجبن الخاصة بي" بالإضافة لبعض من كتابات نجيب محفوظ ومصطفى محمود ونبيل فاروق - مع حفظ الألقاب - ولا أغفل تمامًا دور كتابات المُعَلّم الأبرز الدكتور أحمد خالد توفيق
5--من هو الذي أكتشف تلك الموهبة بك؟
٥ - في البداية كان الإكتشاف من قِبّل الأسرة والأصدقاء المحيطين ولكن الدعم الأبرز كان من بعض المتابعين كما ذكرت
6-هل لديك موهبه آخرى غير الكتابة؟
٦ - ربما هناك مهارات أخرى ولكني لم أكتشفها بعد لأني مقتنع تمامًا بأن ظهور الموهبة يكون حسب الوقت المناسب لها
7-من مصدر إلهامك والاكثر داعم لك؟
٧ - مصدر الإلهام كما ذكرت بعض التجارب الحياتية والشارع والمجتمع والداعم الأكبر هو القلم الذي لم يخذلني قط في تدوين تلك التجارب
8-من هو الكاتب المفضل بالنسبة لك؟
٨ - الدكتور أحمد خالد توفيق
9-ما هي آخر أعمالك أصبحت على أرض الواقع ؟
٩ - أخر أعمالي المنشورة هي رواية "كانت هناك" ولازلت أكتب رواية أخرى لم يُكتب لها الظهور حتى الآن بعنوان "حبس إحتياطي"
10-كيف تتعامل مع الانتقادات التي تواجهك؟
١٠ - الكاتب دائمًا ما يكون حالة إستطلاع للرأي ولابد من تقبل النقد الذي يعتبر حافزًا لتقديم المزيد وغالبًا ما أستفاد من تلك الإنتقادات
11-أفضل نص كتبته واقربه إلى قلبك.
١١ - كتبت نصًا طويلًا بعض الشيء ويعتبر هو الأقرب إلى قلبي وعبارة عن مشهد لشخصية بلياتشو تخاطب الجمهور وربما يظهر به تأثري بالتجارب الحياتية بالفعل
النص:
- سعيدة يا هانم، بنسوار يا أنسات، ربنا يجحمكم مطرح ما إنتوا قاعدين
قالها المهرج على خشبة العرض وقام بتنظيف قبعته ذات الألوان المتعددة والتي أمسك بها قبل دخوله إلى المسرح وسط صيحات الحضور بالضحك وهو ينظر إلى ما في يده موجهًا نظره للأسفل ومن ثم رفعها للجمهور مرة أخرى في تغيير ملحوظ لملامح وجهه قائلًا:
- إنتوا بتضحكوا على إيه، هو أنا لسة عملت حاجة، ده إنتوا ليلتكوا سودة معايا، قوموا أقفوا كلكوا
إستمر الحضور في الضحك على مقاعدهم فإفترش هو خشبة المسرح ساندًا رأسه على يده الموضوعه على قدمه قائلًا:
- طب والله ما أنا شغال غير لما تشاركوني أحزاني الأول
نهض الجميع من على مقاعدهم بالفعل وكأنهم قد أصبحوا جزءًا من العرض حتى نهض هو الآخر من على خشبة المسرح بصعوبة وكأن جسده لم يساعده في ذلك وأدار ظهره إلى الجمهور قائلًا:
- هحكيلكم قصة صغيرة، لو عيونكوا دمعت أبقى أقوى منكوا، ولو عينيا دمعت تبقوا أقوى مني، ولو صاحب المسرح طردني بعدها يبقا أقوى مننا إحنا الإتنين
ضحك الجميع وإستمروا في الوقوف ليخفض مهندس الإضاءة من قوة الكشافات والمصابيح وينقل مهندس الصوت الموسيقي إلى وضع السكون ويبدأ المهرج في سرد قصته على الحضور..
- أنا إسمي هشام، وعندي تلاتة وخمسين سنة، أكبر من ناس كتير هنا.. يمكن المكياچ خلاني أصغر منكوا، ويمكن المعاناة خلتكوا أسعد مني بس إنتوا جايين النهاردة علشان تضحكوا عليا وتنسوا همومكوا اللي ممكن تكون أقل من همي بكتير..
أدار وجهه إلى الجمهور مرة أخرى وهو يبتسم إبتسامة مصطنعة جالسًا على خشبة المسرح مرة أخرى بعد أن جذب إنتباه كل الحضور إليه وبدأوا في الجلوس مرة أخرى فقال مازحًا:
- لا، أنا بس اللي هقعد علشان أنا سني كبير وإنتوا شوية عيال
حاول الجميع أيضًا رسم ضحكات مصطنعة على الوجوه وبدأ بعضهم في النهوض مرة أخرى ليشير إليهم بالجلوس ويبدأ في سرد قصته:
- كل اللي بييجي السيرك بييجي علشان يقابل البلياتشو ويضحك، كل اللي دخل العالم ده علشان يضحك مفكر اللي بيضحكه أسعد منه بكتير، أنا شخص حياته كلها متضحكش خالص.. أنا أصلًا مواليد النكسة في ٦٧، دخلت المدرسة قامت الحرب في ٧٣، حبيت السادات وقتها جدًا علشان هزم اللي هزمونا، مات السادات بعدها بمفيش، مفيش يومين واتخرجت من الجامعة وحبيت بنت وقولت هتجوزها جالنا الزلزال وهد بيتنا البسيط اللي كان جواه بيت صغير تاني موجود في حضن أمي وهد بيت بنت الجيران اللي كانت بتخطف ركن من حضن أمي تحضني فيه بعد الجواز، تسيبني الدنيا؟!
وسط صمت الجميع وذهولهم كرر سؤاله:
- تسيبني الدنيا؟!
وقام بالرد سريعًا وهو ينهض في شيء من العصبية من على خشبة المسرح مجاوبًا على سؤاله:
- لا متسيبنيش، سافرت على السودان وبما إني لسة متخرج معرفتش أشتغل أي حاجة لحد ما جاتلي وظيفة في السيرك القومي، وظيفتك إيه على كل اللي إنت بتعيشه ده؟! وظيفتي أضحك الناس، تخيلوا يا حضرات حد عمره ما ضحك وإتعين في وظيفة وزير السعادة، عمركوا شفتكوا حظ أوحش من كده؟!
بدأت الدموع تغلب بعض من الحضور بالفعل ليكمل حديثه موجهًا إياه إليهم في تغيير لملامح وجهه مرة أخرى:
- شكلي هكسب الرهان وهكسبكوا يا شوية مبسوطين
ليبتسم الجميع إبتسامة خفيفة ويكمل هو ساردًا أحداث قصته:
- المهم إتجوزت بعدها بنت مصرية كانت هربانة من الزلزال في نفس البلد وخلفت بنتي زينب (والتي أظهر عن صورتها على قميصه السفلي الذي أخفته بدلته البهلوانية وبدأ في البكاء هو الآخر) ماتت وهي عندها ست شهور بس وقررت أرجع لمصر في ٢٠٠٥ وإحقاقًا للحق أنا اللي فقري يعني علشان كنت بشجع الزمالك وفي السنة دي مخدناش ولا بطولة..
أشار هشام إلى مهندس الصوت لتبدأ موسيقى إحدى الأغنيات وهو يمسح دموعه التي كادت أن تفسد تجهيزات الحفل وأعاد رسم إبتسامة المهرج المعهودة قائلًا للجمهور:
- أنا مش هكمل القصة لحد ما الزمالك ياخد بطولة، أو لحد ما زينب ترجع لحضن أبوها، أو لحد ما الزلزال يوصل لمكان تاني غير بيتنا، أو لحد ما حضن أمي يرجعني ليه تاني، أو لحد ما بيت حبيبتي يرجع قصادنا دورين، أو لحد ما السادات يرجع يهزم إسرائيل، مش هكمل القصة غير لما يرجع بينا الزمن تاني وأبويا ميعرفش أمي ويجيبوني في ٦٧..
وإستمر في الضحك طويلًا بشكل هستيري وموسيقى الأغنية قد بدأت في سرد كلماتها والجميع يستمع والبكاء يعم المكان (كان بلياتشو متخصص.. يموت قدامها تضحكله، وكان عارف بيبني ازاي.. ملامح ضحكة على شكله، وقف على كرسي قدامها.. وشد المشنقه بإيديه، وهو لأنه بلياتشو.. مقالشي هو نفسه ف إيه) وبدأ العرض البهلواني له بالإمساك ببعض الدوائر البلاستيكية وسط صخب الأطفال من الحضور بعد إنهاء الأغنية وبدأوا التصفيق لهشام وهو يبتسم إبتسامته العريضة في وجه الجميع..
12-هل من الممكن أن تعطي نصيحة للمبتدئين في ذلك الوسط الأدبي؟
١٢ - نصيحتي لمن يخوض تجربة الكتابة أن يتذكر دائمًا بأن للكلمة حق وبالضرورة لابد من إحترامها وإعطاءها حقها تمامًا على أكمل وجه..
13-كلمتك الأخيرة لكل من يتابعك
١٣ - أتوجه إليهم جميعًا بالشكر وأكن لهم كل الإحترام والتقدير ولن أكون مبالغًا لو قلت أني أعرفهم جميعًا بالإسم ولا أنسى أبدًا فضلهم عليّ الدائم في الدعم وأتمنى أن أكون بقدر المسؤولية فيما أقدمه إليهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق