ندى ناصر. |"جريدة عقول راقية"

 تُطالب النفس التخلي، وتُطالب التمادي والتعديٌ، ترأني مرة أُريد الأشياء بِطبيعتها، وتارة ترأني لا أريد شيء ولا حتى مُجرد مُحاولة، أري تِلك التجارب على مرحلة العُمر، فترأني أُفصل في كُل مرحلة، قد أكون في بداية عُمري أُلقب بِالفتاة المُدللة، وفي مِنتصفة بِالفتاة اليافعة النشطة، وفي مرحلة ما قبل النُضج ترأني نضجتُ قبل نُضجِ بِقرونّ، وأنا أبحثُ وأتسأل كيف لنضجِ أن ينضج دون العُمر الأفتراضي للنضج، ولكن مِن الواضح أن العُمر ما هو إلا رقم، وأن المقياس العقل، لقد نضج عقلي قبل نُضج رقمي، وأختلت موازين المُعادلة، فتزايد النضج عن العُمر، وحدث الخلل في الأتزان والموازنة، أري الأشياء التي تُناسب عُمري لا تُناسب نُضجِ والتي تُناسب نُضجِ لا تُناسب عُمري، وكأنني أعيشُ بين عالمين كُلًا مِنهُما يُريد العيش بِمفرده وكيف ما يشاء، ولكن الحقيقة أنهما في عالم وأحد، وهُنا الحيرة والتساؤل كيف لعالمين مُختلفين أنٌَ يعيش في مُستقرٌ وأحد، ألن يأبي أحدٌ مِنهم قبول الآخر، ألن يفرض أحدٌ مِنهم سيطرتهُ، أعتقد إنه لِمن المتوقع سيحدث، فالعبارة التي كلماتُها لِكل أوانٍ آوان، تُلخص مدى طُغيان أحداهُما على الآخر.

 ندى _ ناصر «الودق».