إنت ليه بتعمل كده معايا، وأنا ليه بقيت أخد رأيك في كل حاجه، ليه بحس إنك بتخاف عليا أوي أكتر من أي حد، ليه مش عايز تعرفني الكلام اللي قولته لأختي ليه ليه؟؟
_ عايزة تعرفي ليه، ليه بهتم بيكي وبخاف عليكي، ليه بقيتى أهم حاجه في حياتي هقولك بس غمضي عينيكي.
_ غمضت عيني فعلًا، وبعدين قالي فتحي، فتحت عيني واتفاجئت بيه قاعد قدامي على رجليه وفي إيده خاتم فضه وبيقولي
_ بعمل كده عشان حبيتك، عشان شفتك أمي وبنتي وأختي وصحبتي، عشان شفتك أم لأولادي، عشان أول مرة أشوف واحدة وأبقي مش عايز أشيل عيني من عليها، عشان أول مرة أحب بجد، أيوا بعترف إني كلمت كتير قبلك بس إنتي الوحيدة اللي حبيتها من قلبي.
هو ده اللي قولته لأختك وصحبتك، لو لبستي الخاتم هتبقي بتحبيني وساعتها أوعدك قدام ربنا وقدام كل زمايلنا إني عمري ما هبعد عنك أبداً وإنك هتبقي ليا العمر كله هتبقي معايا دنيا وآخره.
_ إنت عارف أنا حبيتك مِن أول ثانية من أول كلمة بينا من أول نطرة شفتك فيها، كنت بغير عليك من كل حاجه كنت بفرح أوي لما كنت بتعتبرني أقرب واحده ليك في أصحابنا، وأوعدك الخاتم عمري ما هشيله من إيدي أبداً.
_انتهى اليوم باعتراف الاتنين بحبهم لبعض ووعدهم لبعض بعدم الفراق بس للأسف مش كل حاجه نفسنا فيها بتتحقق وبنخدها.
_ عدى شهر واتنين وتلاتة،كل حاجه كانت كويسه بينهم مفيش أي مشاكل خالص،بس بعد كده بدأت المشاكل تظهر بينهم هو غيرته قلت خالص تقدروا تقولوا انعدمت أصلا وهي بقت تتعب من أقل حاجه فبقت تكبر دماغها ده غير إنهم كانوا في ثانوية عامة يعني محتاجه تركيز واهتمام.
سما قررت تعاتب مازن (أه دي أسماء الشخصيات)
فقالت
_ مالك فيك ايه، ليه مبقتش تكلمني كتير وليه بقى كل شيء عادي،ليه اهتمامك قل كده،أنا بعاتبك عشان باقيه عليك ومش عايزة اللي بينا يكونوا مجرد يومين،عايزاه سنين وقرون ويجي اللي بعدنا يقول دول كانوا أجمل ما يكون.
_ رد مازن بكل بساطه وقال
صدقيني مفيش حاجه، حبي ليكي باقي ومقلش وانتي عارفه ضغط الدروس والمذاكرة والامتحانات على الأبواب،بس حبك في قلبي باقي ومقدرش أعيش من غيرك يوم.
قالت تمام كنت فاكرة انك نسيتني، بس تمم أشوفك بخير دايمًا.
_ عدت تالته ثانوي وهو دخل طب وهي دخلت حقوق وفضلوا على الوعد سنه ونص لحد ما جه اليوم اللي غير كل حاجه.
في آخر يوم من امتحانات الترم الأول من الجامعة حص حاجة قلبت الموازين كلها وغيرت كل حاجه وكانت السبب في فراق الاتنين عن بعض أو بالمعنى الصح تخلي مازن عن سما.
في بيت سما.
_ هاتي تليفونك
_ ليه يابابا معلهوش حاجه اصلا
_ هاتيه أنا عايزة ملكيش دعوة
_ تمم ماشي ثانية هفتحولك، وفعلا سما فتحت التليفون لباباها وقبل ما تديله التلفون دخلت على تطبيق الواتساب عشان تمسح المحادثه بينها وبين مازن، بس سابت بقيت المحادثات.
_ باباها خد الفون وطلع فوق وقرأ كل المحادثات وعرف إنها بتكلم ولد وبتحبه، وسما كان ليها زميل في الكلية عشان المحاضرات. بس الأب ساب كل حاجه وقالها الولد لو بيحبك خلي حد من أهله يكلمنا لاما مامته تكلم مامتك بما إني مامته عارفه وأهله.
وبعدين ده لسه هيقعد سنتين كمان بعد كليتك هتستنيه هتستحملي كل ده معاه فردت قالت:
_ هستحمله وأستناه العمر كله بس يبقى ليا وإنت توافق عليه يابابا ولو جه اتقدم إنت هتوافق؟
_ لما يبقى يجي أبقى أشوف هوافق ولا لا. كلمي مامته وشوفي وشوفي هو شاريكي ولا هيبيعك.
ـ وفعلا سما كلمت مازن وحكتله اللي حصل بس كانت الصدمه من نصيبها لما حصل عكس اللي كانت متوقعاه.
_ مازن: إنتي عارفه إني بحبك ومش هقدر أبعد عنك وأنا هحاول أعمل كل حاجه عشان تبقى ليا وهكلم ماما بس أول ما تصحى عشان هي نايمه دلوقتي (ودي كانت حجه يخترعها عشان مامته متكلمش ماما سما) وإنتي بطلي عياط عشان انتي بنتي ومحدش بيسيب بنته ياهبله.
_ وأنا هستنى مكالمه مامتك ليا ويارب يوافقوا ونبقى البعض العمر كله ونقول لكل الناس اللي قالوا مش لبعض إننا بقينا لبعض.
باي وخلي بالك من نفسك.
_ حاضر ياقلبي وإنتي كمان خلي بالك من نفسك وبطلي عياط عشاني.
قفلت سما الفون معاه على كده وكانت فرحانه انه هيبقى ليها وتبقى معاه العمر كله بس مكنتش تعرف القدر مخبلها ايه.
_ ساعه ساعتين خمسه ساعات ومازن مرنش على سما تاني فقالت ترن هي تشوف حصل ايه.
_ ألو... مرنتش ليه وفين مامتك ومكلمتش ماما ليه لحد دلوقتي.
_ ماما سافرت للأسف مع خالو ومش عارف جايه امتى،أسف بجد.
_ على فكره الموضوع مش مستاهل انها تكلمها وهي في البيت ممكن تكلمها وهي في اي مكان انا عايزة أخلص أنا تعبت.وفضلت تعيط في الفون كتير.
وهو حاول يهديها بس معرفش وفي الاخر نامت وصحيت تاني يوم غلى زعيق باباها وهو طبعًا واخد الفون منها.
عدى يوم واتنين وأسبوع وجه بعد أسبوع قالتله:
_ قولي إني مامتك مش راضيه تكلم مامتي قولي إنها مش هتوافق صح.
_ سكت وقالها والله حاولت كتير أوي معاها وكلمت بابا قالي شوف مامتك هتقولك ايه.
_ سما مستحملتش الكلام وقالتله حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا كلكوا ده اخره حبي ليك ووقفتي جمبكوا في كل حاجه مكنتش أتوقع إني دي النهاية بس من انهارده مش عايزة أعرفك تاني خالص واللي بينا خلص على كده.
قفلت سما من قبل ما تسمع الرد وعملت بلوك للرقم من على الفون بتاع اختها عشان تلفونها كان مع باباها.
وخلصت حكاية سما ومازن وكان الخذلان من نصيب سما.
ماذا لو عاد معتذرًا؟
كأنه لم يعود مِن الأساس؛ فأنا أقلمتُ حياتي على فُراقه.
هل اعتذاره سيعود كل شيء إلى طبيعته؟ هل سيعود لي ضحكتي الصاخبة التي تحولت إلى ابتسامة هادئة ترسم على وجهي عندما أرى أحدهم فابتسم مجاملة له؟ هل سيعود لي روحي المرحة التي كانت تعم المكان بالضجيج؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق