«قصة عابرة بُنيت عليها حياة »لـِ ندى السيّد مُحمّد بدوي.~حواء ابنة آدم. - جريدة عقول ‏راقية

احدث المواضيع

Post Top Ad

أعلن هُنا

Post Top Ad

أعلن هُنا

أغسطس 11، 2021

«قصة عابرة بُنيت عليها حياة »لـِ ندى السيّد مُحمّد بدوي.~حواء ابنة آدم.

 سلسلة قصص عابرة
قصص  الندى ١

كان هناك شاب في الخامس والعشرين من عمره ، ملامحه جَذّابة رُغم أنه ليس فائق الجمال ، مؤسس جروب على تطبيق واتساب كان محتواه عبارة عن بوستات من الفيسبوك ؛ فـاشتركت فتاة في التاسع عشر من عمرها ، ذات عيون بُنية تمتاز بغمّازتها ، ثم خرجت من الجروب بعد فترة ؛ فأرسل إليها على الخاص سائِلًا عن سبب مغادرتها ؟!
فأجابته بأن محتواه جميل لكن مساحة هاتفها منخفضة ، فبادر بالسؤال عن اسمها ؛ كي يضمها إلى الجروب ثانية ولم يأبه إلى رفضها ، ولكنها لا ترغب بإحراجه ؛ كما هي مع كل مَن حولها طيبة الخُلق .
ثم طلبت منه لينك الجروب كي تنضم إليه ثانية دون معرفته لاسمها.
وبعد فترة كان هو قد أرسل كثير من البوستات فكان لها تعليق على واحد منهم ؛ فأرسلت له فأجابها وعَلِم أنها فتاة ، فقد كان في السابق يُحدثها على أنها رجل ..
فبادر بالسؤال عن اسمها ثانية ؛ 
فقالت معتذرة : لا أريد التعارف.
فقال : أنا مُحمّد ، وأعاد عليها سؤاله : ما اسمك ؟
؛ فأخبرته أنه لا يجوز كلامها فهو خطأ ، ثم سألته : هل لك أن يُكلم أختك شاب غريب عنها ؟
فأجاب : للأسف أنا وحيد ليس لي إخوة.
ثم سألها بخُبث : هل لديك إخوة ؟
فأجابته بابتسامة : ألم أقل لك أني لا أريد تعارفًا ! 
الآن وقد احترم وجهة نظرها فقال : انكِ أخت عظيمة ، أتمنى لو تكوني أختي .
ردت عليه قائلة بكل صدر رحب : بالطبع فأنا أختك في الإسلام.
فقال : تشرفت يا أختي.
قالت : هل لي بطلبٍ عندك ؟
قال : بالطبع تفضلي.
فقالت : أريدك أن تمسح جميع المحادثات بيننا !.
فسألها مُستفسرًا : ولماذا ؟
فأجابت : بأنها تُحب ذلك .
قال لها : الذي يُريحكِ فأنا معك.
قالت بابتسامة لطيفة : جزاك الله خيرًا.
ثم قالت معتذرة : سأفعل لك حظرًا كبقية الجروب ، سامحني رجاءً فقد كنت أخًا عظيمًا.
فقال مسرعًا برجاء : لا تفعلي وأعدكِ أني لن أُرسل إليكِ ثانية.
فقالت : آسفة ، السلام عليك.
فقال مُودعًا إياها : وعليكِ السلام.

على جهة أخرى كان هناك شاب يتقدم لخطبة فتاة بطريقة عادية جدًا عن طريق أحد أقاربه ، كما يُسمونه في لغتنا الدارجة : بجواز الصالونات.
جلس مع الفتاة مرة واثنين ثم تمت الموافقة من الجهتين ، وفي يوم الخطبة كانا يجلسان سويًا ؛ فسألته خطيبته سؤالًا اعتياديًا من كل فتاة لشريك حياتها : هل دخل العشق لقلبك قبلي ، أم أن قلبك لا زال خالي ؟
فأجاب مبتسمًا يتذكر تلك التي خطفت قلبه دون رؤيتها : كان هناك فتاة أتمنى مقابلتها ولو مرة واحدة في حياتي ، لكني فقط حدثتُها ولم يكتب الله لي رؤيتها إلى الآن.
فسألته خطيبته بحزن ؛ لتذكرها أمر ما ظنّته "أنه كما تُدين تُدان" : حدثني عنها لعلني أدُلك عليها !.
فقال متعجبًا : ماذا تقولين ؟!
أجابته : فقط أخبرني ، صديقتي حدث معها مثلك ؛ لعلها تكون هي !.
فحكى لها محتوى الرسائل ..
فاستوقفته قائلة : هل ما زالت المحادثة على هاتفك ؟!
فأجاب : لا ؛ لقد وعدتها ووفَيت وعدي !.
فسألته بابتسامة شقية تحمل في طياتها خبثًا لطيفًا : وهل فعلت لك حظرًا؟
فسألها مُتعجبًا : مَن أخبركِ ؟
قالت : ليس المهم مَن أخبرني ، إنما المهم أني سأدُلك عليها !.
فقال : رُغم أن قلبي مُتعلق بها لا ذنب لكِ كي أتركك !.
فقالت مبتسمة ونبضات قلبها تقفز ن السعادة : ومَن قال أنك ستتركني ؟
فأنا هي وهي أنا !.
فقال بشيء من السعادة والتعجب : كيف ؟
قالت : أعلم أنك لا تُصدقني ، ثم قالت بابتسامة مشاغبة : سأخبرك سرًا ؛ أتذكر يوم طلبت منك مسح المحادثة وما زلت محتفظة في هاتفي !.
ثم قرأ المحادثة سويًا مبتسمين مستمعين فقط لنبضات قلوبهم التي من فرط سعادتهم ؛ صارت وكأنها نبضات لقلبٍ واحد .
ثم مضت الأيام وجاء يوم زفافمها .
أما عنه فكان لا يُصدق أنه حظى بمَن خطفته بعدة رسائل ، وظل يتمنى مقابلتها ولو مرة ، يا الله ثم اليوم تكون حلاله ، فما أجمل الصبر وما أجمل عطاء الله ثم سجد شاكرًا .
وأما عنها فكان قلبها يُغني طربًا ن فرط سعادته ، ينبض بشدةٍ وكأنه لم يذق طعم السعادة كـمثل هذا اليوم .
تلاقى الحبيبان وتلاقَت عيونهما ، فقال لها بنظرة عشق لا تكون إلا لها : أحببتكِ يا أميرتي قبل رؤياكِ ، وأعشقكِ أكثر كلما ألقاكِ ، فقلبي لا ينبض أبدًا لسواكِ ، أحبكِ يا ملكة على عرش قلبي .
فأجابت بابتسامة عاشقة : أحببتُك قبل لُقياك ، فما بالك بقلبي حين رآك ، فقد وقع أسيرًا في جمال عيناك ، والآن يقول : أعشقك يا مَن أسرت قلبي .

قصة ظن أصحابها أنها ستنتهي مع آخر حروف رسائلها ؛ لكنها كانت بداية لعشقٍ لن ينتهي إلا بالموت .
فجزيل الشكر لتلك لصدفٍ تُبنى عليها حياة .
وحمدًا لربٍ عظيم أمر قلبين بالحب فأطاعَ وجمع بينهما بالحلال .

فالعشقُ يا سادة لا يأتي هباء ولا يذهب سُدى ، إنه يدخل القلب ولن يخرج ، إنه فقط شعور جميل يجعل القلب يخفق حُبًا والروح تُغني طربًا ، إنه وباختصار : رزق من الرحمن ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

برعاية تطبيق وجريدة لحظة

برعاية تطبيق وجريدة لحظة
برعاية تطبيق وجريدة لحظة