بقلم:يارا مصطفى أوركــيديا
سمعت الكثير عن الحياة، سمعت مايجعلني أهابُها وكأنّها قاتل متسلسل، لايخاف ولايُشفق يمتص دمَّ الضحية ببرود ثُمَّ يتركها تلفِظُ أنفاسها الآخيره فيُكشِر عن إبتسامة قذزة تُظهر أنيابه المُخيفه التي لطالما حملت دمَّ ضحاياه، فهو الذي يمتص دمهم ليترك الجسد خالٍ من الحياة. في كل مرة كنت أحلم كنت أكتفي بكتابة أحلامي على الورق، كنت أخاف أنْ أُخبر أحدًا ما عن أحلامي فيسخر مني مُستهزءًا بي وبأحلامي التي تُمثل عالمي الخاص، غير مُدرك وقع كلماته السامه عليّ، فبعض البشر يجهلون أنَّ الكلمات سهام قد تصيب قلبًا فتُدميه وتُبقيه ينزف مابقيّ على قيد الحياة. كنت أخاف ذلك الخوف القابع في ثنايا روحي، وكأن الخوف هو الشيء الوحيد الذي أُجيده، يُخيفُني المستقبل ويُشعرني مجرد التفكير فيه بأن رغبةً مُلحةً بالبُكاء تخنقُني، كنت أخاف التفكير في الماضي وكأن صفحاته التي أُغلقت لازالت تُطارني كشبح مُظلم مُخيف فيجثم فوق صدري بثقل ذكرياته لينهش في روحي ويأخذ ماتبقى منها فيبقيني مُعلقًا بين السماء والأرض، استمر الخوف يُحيط بي وكأنه كابوس لاخلاّص منّه، حتى وقفت يومًا أمام إنعكاسي في الماء، فَماء البحر هو ذلك الذي يعرف كل شيء عني، فهو ذلك الصديق الذي لطالما رافقني في كل أيامي. أكتب في وريقات صغيرة أحزاني فألقيها في مياهه فتُغرقها فأشعر وكأن جزءًا من روحي قد فقد حِمله الثقيل، وحينما نظرت لنفسي ورأيت إنعكاسي في مياهه جالَ بخاطري سؤال: إلى متى سأظل هكذا، خائفًا من كل شيء؟! أخاف الحياة والماضي والمستقبل وأخاف الخوف فأظل في دائرة من المخاوف التي لاخلاص منها، يومها وجدت أمواجه تتضارب بعنف وكأنها تخبرني أن أقاتل الحياة كما تتقاتل هى مع بعضها البعض، فتنتصر أحيانًا وتُغلب أحيانًا أخرى، يومها أخرجت وريقة صغيرة ككل مرة، لكنني شعرت بشعور آخر يُداعب قلبي ليس خوفًا كَكل مرة بل هو نوع آخر من المشاعر أُجربه لأول مرة، كتبت: إنْ لم تتغير حياتي، وأبْقت على ألحانها حزينة سأُغلق أذني عن حُزنها وأبدأ بخلق ألحاني الخاصة، سوف أتغير ولنبدأ من جديد وكأن شيئًا لم يكن.
واليوم يمكنني أن أقول بكل بساطة أن خوفي لم يكن له داعٍ وأن الحياة كانت وستظل وستستمر أجمل مما نرى.
_توقف عن الخوف؛ فالحياة جميلة لنحياها كما نستحق نحن.
_لاداعى لأن تفكر في الغد فالله قد قدر كل شيء منذ زمنٍ بعيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق