"رسالةٌ قدريةٌ لكَ"
أكتب لكَ أيها القاريء الجميل "بقلمٍ فجري" وتلتقطُ أُذنايَّ لحن صوتٍ رباني، وتقع نظراتي على قمرٍ دائري كامل الإستدارة يذكرني بوجهك القمريّ الذي تقرأ بهِ لي الآن أيها الجميل، أود أنْ أهمس لكَ برسالةٍ قدرية كتبتها لكَ أنتَ فَمِنْ بين كل البشر إختارت رسالتي القدرية أنْ تسقطَ بين يديكَ، وكما يقول العازف الوحيد: "تلعب الصُدف الدور الأكبر في مساندة الأقدار" لذا كان قدَّر رسالتي هي الوقوع تحت نظراتك، هذه المرة لن أهتم لجمال نصي ولا لبلاغة الكلمات التي سأستخدمُها، بل سأهتم بكَ أنتَ أيها القاريء الجميل، سأهتم بالولوج لقلبك الرقيق، سأهتم بالتجول داخل حدائق مشاعرك النقية الطاهرة ذكية العطر والرائحة، أوّد أن أخبرك مقدمًا أنَّ اللّه يُحبك، يُحبك بالقدر الذي جعله ويجعلُه وسيجعله يختار لكَ الأفضل أيها الجميل، أعلمُ أنَّ الحياة جرحتك كثيرًا ورُبما لازالت تجرحك أو حتى وإنْ مضى على جِراحها وقت لازال هناك أثرٌ لتلك الجراح داخلك، لكن لا تحزن أيها الجميل، أتعرف أُقدر حزنك وآلمك وضعفك وقلة حيلتك، أقدر أنكَ تشعر وكأنك مُقيد بحبال القدر وكأنك مُجبر على كل ما تمُر به، أُقدر دموعك الساخنة التي تسقط من عينيك الجميلة وكأنها ماساتٌ رقيقة، أقدر أنكَ بكيّت كثيرًا ومَنْ يعلم رُبما قبل أنْ تقرأ رسالتي كُنت تبكي! أُقدر أنك تبكي كُلما كسرتك الحياة أو فتحت جُرحًا كُنت تظن أنه قد أُغلق يومًا، أُقدر رقة مشاعرك وهشاشكَ وإنْ كُنت تُخفيها تحت إبتسامةٍ مُزيفة أو حتى كلمةٍ جارحة أو صمتٍ لا يكادُ ينفكُ عنكَ حتى يعود رفيقًا لك، أو أيّ طريقة مُزيفة الحقيقة تستخدمها أنتَ تدري بها أكثرَ مِني، أُقدر أنكَ تخجل مِن إظهار ضعفك فتجلس في مكان بعيد عن كل الأنظار وتبدأ بالبكاء، سواء كُنت مِنْ أولائك الذين يرون الدموع ضعفًا أو حتى الذين لاينتظرون ذلك السؤال الذي يُشعرهم بالتعب: لِمَا تبكي؟! أو كنت ذلك الذي لا يجد مَنْ يقف معه، أو كُنت جميلًا تُحب أنْ تكون وحيدًا في حُزنك، أُقدر كونك أحدًا منهم، أو رُبما شخصيةً جميلة لم ألتقي بها بعد، أُقدر مشاعرك الجميلة وحزنك العميق، ففي النهاية نحن جميعًا بشر يحق لنا أن نحزن ونصرخ ونبكي ونضعف، يحق لي ولكَ أن نتقاسمَ شعورًا ما دون أن ندري فتكونَ أنتَ في بلدٍ وأنا في غيره تجمعنا دوامة المشاعر، سواء أكانت فرحًا أو حُزنًا فكلانا لا يدري، أُقدركَ صدقّني، أعلمُ أنه لا داعٍ لأُلقي عليكَ قسمًا أني أقدرُكَ فما بيننا ثقةٌ كبيرة جمعتنا وستجمعنا في كل لقاءٍ يتم بيني وبينكَ أيها الجميل، أُقدركَ فمَنْ يعلم رُبما كما أخبرتك يومًا جمعتنا نفس المشاعر دون أنْ نعلم! أودُ أنْ أهمس لكَ مِنْ بين كل حُطام سببته الأيام والحياة لكَ يومًا، الحياة أجمل مما نراها بكثير صدقنّي! أنا وأنتَ نعلم أنه كُتبَ لنا يوم سنغادر فيه هذه الحياة، سنغادرها وكأننا لم نأتي إليها يومًا ولم تطأ قدمُنا على أرضها، فلما كُل هذا الحزن؟! أتعرف لنتخيل معًا أنَّ والدك أو حتى أيّ شخص يُضمرُ في قلبه حُبًا لك بإمكانه أنْ يردَ عنك سواءً قد يُصيبك، هل سيتردد؟! لقد أخبرتُك أنه يُحبك، إذًا هو لن يتردد أبدًا، إذًا هنا وقد جال بخاطري سؤال: كيف تظن أن اللّه سيُقِعُ بكَ سوء؟! كيف تظن أنَّ اللّه سيراك في حزن ولن يكشف ضُره عنك؟ باللّه أسألك كيف صور لكَ شيطانك أنَّ اللّه الذي هو أقرب لنا مِنْ حبل الوريد سيخذلكَ؟ سأتركُ سؤالي مُعلقًا لأنني أعلم أنَّ لا إجابةَ عليه سوى أن شيطانك هو الذي صور لكَ هذا من فرط يأسك وقنطك ومِنْ فرط ما ابتعدت عن اللّه، سأهمس لكَ بأمرٍ آخر فكُنْ يقظًا وكأنك لَمْ تنمْ يومًا، يبتليك اللّه لأمر مِن إثنان، أما عن الأول: فاليطهرك، إصبر أيها الجميل ولتستمع لي بصبر فمَنْ يعلم رُبما سيكون هذا أول وآخر حديث_كان وسيكون_بيني وبينك، رُبما أذنبتَ ذنبًا دون علمك أو لنقل"بجهل" وكان ذنبه عند اللّه عظيمًا فطهرك مِن ذنبك بهذا الأمر الذي أنتَ فيه، لا تقل لي لستُ مُذنبًا فكُلنا مُذنبين وليس بين البشر ملائكة، لكن الجميل أننا نُذنب فنتوب ونُخطيء فاللّه نعود وفي كل مرة نجد الباب مفتوح وكأنه يُخبرنا أنه ينتظرنا، أمّا عن الثاني: فسأضرب لكَ مثلًا منك وفيك، لديك صديق يخبرك بحبه أو تخبره أنتَ، فتنتظر منه حينما تقع أنْ يمد يده فيلتقطك، ويقف معك حينما يتركك البشر، وأن يعمل بقوله فيقدم لكَ ما يُثبت حبه أمّ أنه مجردُ حديثٍ مغطى بفرو المجاملات كما قُلت يومًا، إذًا فالأمر متشابه لحد الإختلاف فيه، يبتليك ليعرف مقدار صبرك وحبك وإيمانك ألمْ تقل يومًا" أحبك يا اللّه" إذًا فَلِأيّ مدى قد يصل حُبك، هل ستستمر في حبك وإيمانك وثقتك باللّه عندما يبتليك؟! أم سيفوز شيطانك عليك يا ابن آدم فتخسر أمام منافسٍ لا يكاد يُرى مجهول الهوية لكنه مُثبت الوجود، إصبر وخذ هذه الآية فكتُبها على ورقٍ وعلقه لديك حيث يكون ظهرًا لنظرك دومًا والأهم أنْ تكون في قلبك الذي بين جنبيك فتتنفس أحرفها وكأن الهواء لا يكفيك " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِّنْ السَّـٰجِدِينَ" صدق اللّه العظيم، أعطاكَ حلًا دون أن تسأل، سبح بحمد اللّه وأذهب له وأسجد وأبكي كل دموعك بين يديّ رحمته وقل يا اللّه وحاشاه أنْ يردك، وإن تأخرت الإجابة فالأمرٍ يعلمه هو خير لك وأنتَ لا تعلمه، ولتتذكر أننا في كل الأمور نجهل حكمةَ اللّه، كما أن اللّه قد يبعد عنك شيئًا تحبه لأن فيه شرًا لا تعلمه، كثُرَّ حديثي، ووددت لو لم ينتهي يا أيها الجميل فمازال لديّ الكثير، لكن أهم شيء أن لا تجعل مِنْ نفسك أسيرًا، وعد للّه وإلجاء إليه قبل أن تلجأ للبشر وكما قلت لشخص أعرفه دون أن أعرفه" قبل أن تذهب إذهب إلى اللّه" وبيني وبينك أيها الجميل لقاءٌ في الأرض صدفة أو لقاءٌ في السماء مُقدر.
لـِ يارا مصطفى"أوركيديا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق