"تلك الصفحات"
لـِ ساكنة الليل |آية السيد
كيف لتلك الحروف أن يكون لها القُدرة على سرد كُل ما بخاطرُنا؟ كيف لذلك القلم أن يكتب بعض الكلمات القادرة على إسعادنا وخسفنا مرةً واحدة؟ كُل يوم بعض الكلمات التي كُتِبت على بعض الأوراق تحكي ألمِنا، وبعض الأحيان تصف حالنا ومُعظم الوقت تصفُنا، تصف بُكاء حبيبة لمحبوبها، وبُكاء أم لولدها، وبُكاء عاشق لاشتياقه لأميرته، كُل هذه الأوراق وتلك الأقلام وحبرُ القلم قادرين على أحياء البعض منا، لا نقدر على التكلُم؛ لذا نكتُب، لا نقدر على أن نبُوح بألسنتنا؛ لذا تبُوع أيدينا، كأن الخطاب منك ينعمُ بالحُب ورائحة العطر التي تلتزق بهِ، بعض الأوقات كلٌ مِنا يعجز على أن يقول لمن يهواه بأنهُ يُحبه ويعتقد أن هذه الكلمة لا تكفي ولا تُظهر كل الحُب والأشتياق؛ لذا يكتُب، وها أنا حينما تكتنفُني خطاباتِك يا عزيزي، كم تبدو رائعة وتهواها عيناي، حين تصتفُ أمامي وأجد كم كانت كلماتها تُعجز لساني بأن أُجِب عنها؛ لذا أنا أيضًا بدأتُ أكتُب، لا تُرسل لي رسالة عبر التواصل الإجتماعي فقط أرسل لي خطابًا أحتضنُهُ بين أضلُعي وأشمُّ رائحة عطرك بين أحرفهِ، وخطابك كان يبعث دومًا بداخلي كثيرًا من الشوق إليك ومازال كُلما رأيته أمامي، كُل حرفًا بهِ يمتلئ بذكريات الأيام الماضية وما حدث بها، كُلٌ منا يجب أن يكون له ذكرى لن ينساها؛ لذا فاكتبوا وما لأمرٍ هين على قلوبنا سوى الأحرُف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق