وتُمثلنيٖ شمعة". "جريدة عقول راقيه"

تِلكَ الشمعة التيٖ أمامكم أيّها السادة؛ تُمثلنيٖ! نعم تُمثلنيٖ بِكلّ ما تَحتويهِ مِنْ معاني، وتعابير، تُمثل الصديقة التيٰ أعطت الكثير، وبذلت الكثير ؛ لِتُسعد صديقتها التيٖ كانت هديتها إليها في النهاية؛ هيٰ الخذلان ،والوجع ،والكسرة، فتلكَ الفتاة المكسورة، والموجوعة؛ تُمثل هذه الشمعة، لأنّها احترقت من أجل صديقتها، ولمْ تعلم أنها اَحرقت نفسها دون شيء. 

 وأيضًا تِلكَ الشمعة التيٖ أمامكم تُمثل الأخت التيٰ ضحت، وأضاعت عُمرها؛ لِتُحافظ علىٰ أخواتِها، وتَحميهم مِنْ زبد الأيّام، وبِمُقابل كُلّ هذا؛ كانت الوحدة، والإهمال، وتجاهل كُلّ ما فعلتهُ، تِلكَ الفتاة؛ هيٰ الشمعة التيٖ احترقت من أجل أُناسٍ لم يروا كل ما فعلتهُ، وقابلوهُ بِالسُخط والإهمال.

وتِلكَ الشمعة أيضًا تُمثل الفتاة الشابة الجميلة، التيٖ تَزوجت مِنْ شابٍ كانت تعتقد أنهُ مصدر الأمان، وأنهُ الحياة بِأَكملها، هيٰ أحببتهُ كثيرًا، وكانت أهلًا لِأنْ تُعطيهِ حياتها بِأكملها؛ ولكن فيٖ المُقابل تَركها وحيدة، مع طفلٍ لا حولَا لهمَا، ولا قوة، بَعدما تَبدلتْ ملامحُها الجميلة بِملامح صامتة، وساكنة، تَأبىٰ الحديث مع أحد، وتأبىٰ الحياة، كُلّ ما يُبقيهَا علىٰ قيد الحياة؛ هو ذاك الطفل البريء.

ونفسُ تِلكَ الشمعة تُمثل الأم التي أَفنت زهرة شَبابِهَا مِنْ أجل أولادها، تَلد، وتُرضع، وتَتألم، تسهر ،وتعمل، وتُهلك نفسها فقط! لِتُرضيهم، وتَجعلهم يعيشون حياة أفضل، وفيٖ المُقابل ماذا ؟! المُقابل كان تَركِهَا وحيدة بين جُدران الخوف مِنْ أنْ تموتَ وحيدة، المُقابل تَركِهَا تتألم، نادمةً علىٰ ذاكَ العمر التيٖ أَعطتهُ لِعاهات أَعطتهم عُمرها، وحياتُها، ولم يُقدروا ساعة واحدة مِنْ سَهرها، ولا طلقة مِنْ طلقات ولادتهم، تِلكَ الأم كانت هذه الشمعة، كانت تحترق من أجل لا شيء.

" لِكلًا مِنّا حكاية، كان فيها الشمعة التي احترقت من أجل لاشيء مِنَ السعادة، وأشياء مِنَ الألم والندم ، جميعُنَا خُذلنَا مِنْ أشخاصٍ؛ كُنّا سَنُعطيهم حياتنا، وفي المُقابل خُذلنَا"

 المغذىٰ مِنْ كُلّ هذا هو أنْ نَضع أَنفسنَا في أولّ اهتماماتنا، ولا نؤثر أحد عليها فجميعم سيذهبون ..........

 ‏#بقلم: أسماء أحمد جودة"زهرة القلم"