دقات قلبي تعزفُ ألحانها بين المُضطربة والمُستقرة، تهدأُ حد سراب السكون، تخمدُ أناشيد مقطوعاتها إلى حين موسمٍ يفيضٌ بِالشوق والحنين،
فمرحبًا..!!!
اليوم الشوق يزورني، مُطرقًا أبواب فؤادي، مُناديًا الروح بِالتلاقي، فأجواء الطبيعة تُحدثني عن اللهفةٌ والإشتياق؛ حيثُ الأمطار تملأ سَطح بِنايتُنا، إلى أنَّ أضفت على جميع البنايات حولنا ماءٍ ورطبٍ، والأزهار بِمجرد طرِق قطرات المطر جِدارها تفتحت لِتنشر روائحها في الأجواءِ فرحةٍ بِالمطر، والأشجار اللواتي كان لا يهتم بِها أحدٌا، ويملائها الكثير مِن الأتربة لدرجة إنعدام رؤية لونها الحقيقي، تتساقط عليها قطرات المطر لِتُزيل كُل عبثٍ كان على اوراقها، فتنتعشُ بِالمطر مُتنفِسةٌ مِن جديد، وكأنها كانت تحتضر والغيثُ أحياها، وأنا أتاملُ تِلك الطبيعة وإشتياقُها لموسمها المُفضل المُمطر،
سألتُ نفسي: فكيف لي إذًا أنَّ يتخلل الشك فؤادي ويخيمُ الواقع عقلي، بإنَّ لا يجوز الإشتياق لمن فضل البُعد عنا وأبتعد..؟!
فإن تعاقبة المواسم وأختلفت الأزمان فلن تتغيرُ الطبيعةُ مِن إشتياقها لموسمها المُمطر، ولو بعد حين مُتيقنه أنه سيأتي،
فمنَّ أنا حتى يتزعزُ إشتياقي لك، فكيف لي أنَّ أتناسي أنك مَن علمتني كيف يكون الشوق، وكيف تكون لوعته، وأنت من جعلت قلبي يلامس عناوين الإشتياق( الود، السلام، الإحترام، التقدير، الإهتمام، ....) وتذوق جماله، فالإشتياقُ هو المدينة الذى تحوي جميعُ مساكنها بِألوان الجمالُ والخير، هو المدينة الوحيدة الذي إذا زارها قلبك لن يقبلُ بِغيرها ولن يخرجُ مِنها وسيتخذُ مِنها موطنًا، هو الخيط الذي لا ينقطع عن أحبتنا، فليس بِالضرورة أنهم فضلوا البُعد عنا والإبتعاد، لأنهم يشتاقون لِأُناسٍ أُخر، فهناك ما يسمى الدعاء، أثقُ تمام الثقة أنه لا ينقطع، قد تكون الظروف والحياة والدنيا أشغلتهم بِأعبائها، ولكنهم لم ينسونا أبدًا فمن أستوطن الفؤاد يظلُ بِالفؤاد وأنَّ كان الجميع يقول غير ذلك، فإنَّ كان لا يجوز الإشتياق لمن فضل البُعد وأبتعد، فلا يجوز للطبيعة إذًا أنَّ تشتاقُ لموسمها المُمطر، لمجرد أسبابٍ نعتقدُ مِن وجهة نظرنا الضيقة انها خفية، مع العلم أننا نثق تمام الثقة انه مِن الازم لموسمها أنَّ يبتعد حتى تتعاقب باقي فصول السنة، ونحنُ كذلك إشتياقُنا لِأحبتنا لن ينقطع حتى وأن غُلفت قلوبهم مِن قسوة الدنيا، فبِإشتياقنا لهم نُلين أغلفة قلوبهم إلى أنَّ نُزيلها، ونصبح نحنُ من نملك الفؤاد ومن نستوطنه،
فالدنيا غابة فرفقًا بِهم، فليس الجميع لديه قُدرة المواجهه، وليس الجميع يبوح بِما يشعُر بِه، فالقليل وان كان الكثير، ينتظرُ مِنا الود والسلام..
فلنشتاق لأننا نعشقُ في زحمة الدنيا ونتقاسي مِن قساوتها.
*ندى_ناصر* *•الـودق*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق